أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير : مراحل بناء الشخصية في السنة النبوية

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : مراحل بناء الشخصية في السنة النبوية ، للدكتور خالد بدير ، بتاريخ 25 ربيع أول 1444هـ ، الموافق 21 أكتوبر 2022م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 أكتوبر 2022م ، للدكتور خالد بدير :  مراحل بناء الشخصية في السنة النبوية :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 أكتوبر 2022م ، للدكتور خالد بدير: مراحل بناء الشخصية في السنة النبوية ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 أكتوبر 2022م ، للدكتور خالد بدير : مراحل بناء الشخصية في السنة النبوية ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 21 أكتوبر 2022م ، للدكتور خالد بدير : مراحل بناء الشخصية في السنة النبوية : كما يلي:

 

أولًا: أهميةُ بناءِ الإنسانِ في الإسلامِ

ثانيًا: أسسُ وضوابطُ بناءِ الشخصيةِ في السنةِ النبويةِ

ثالثًا: دعوةٌ إلى بناءِ الشخصيةِ السويةِ

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة  21 أكتوبر 2022م ، للدكتور خالد بدير: مراحل بناء الشخصية في السنة النبوية : كما يلي:

 

خطبة بعنوان: مراحلُ بناءِ الشخصيةِ في السنةِ النبويةِ بتاريخ: 25 ربيع الأول 1444هـ – 21 أكتوبر 2022م

الحمدُ للهِ نحمدُه ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُه ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأنَّ مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

أولًا: أهميةُ بناءِ الإنسانِ في الإسلامِ

إنَّ الإنسانَ هو أصلُ هذه الحياةِ، فقد خلقَهُ اللهُ تعالًى ليعمرَ الكونَ، قالَ تعالَى: { هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}. ( هود: 61). والقرآنُ الكريمُ نزَلَ لبناءِ الإنسانِ وصلاحِهِ، وإذا نظرنَا إلى المصدرِ الأولِ للإسلامِ وهو القرآن ُكتابُ اللهِ، وإذا تدبرنَا آياتِهِ، وتأملنَا موضوعاتِهِ واهتماماتِهِ، نستطيعُ أنْ نصفَهُ بأنَّهُ كتابُ الإنسانِ، فالقرآنُ كلُّهُ إمَّا حديثٌ إلى الإنسانِ، أو حديثٌ عن الإنسانِ، لذلك كان صلاحُ الأمةِ منوطًا ببناءِ شخصيةٍ صالحةٍ، تصلحُ ولا تفسدُ، تَبنِي ولا تَهدم، تَعملُ ولا تَكسل، تَصْدقُ ولا تَكذب، تَفِي ولا تَغدر ، إلى غيرِ ذلك مِن الصفاتِ الحميدةِ التي تُنبنَي عليها الشخصيةُ المسلمةُ التي بها قوامُ المجتمعِ ونهضتُهُ، إنَّنَا نحتاجُ إلى أنْ نُربِّي إنسانًا بمعنى الكلمةِ، نحتاجُ إلى زرعِ إنسانٍ يبقَى أثرُهُ مئاتَ السنين، كما قال أحدُهُم: إذا أردتَ أنْ تزرعَ لِسَنَةٍ فازرعْ قمحًا، وإذا أردتَ أنْ تزرعَ لعشرِ سنواتٍ فازرعْ شجرةً، أمَّا إذَا أردتَ أنْ تزرعَ لمئةِ سنةٍ فازرعْ إنسانًا !!

إنَّنا إذا ما أردنَا للأمةِ الرقيَّ في كافةِ مجالاتِ الحياةِ فلنبدأ ببناءِ الإنسانِ والشبابِ، فهمُ عُدةُ الأمةِ، وهم أملُ الحاضرِ، ورجالُ المستقبلِ، وسيكونُ منهم: القائدُ والحاكمُ، والوزيرُ والقاضيُ والمعلم ُوالعاملُ, والمربيُ لمَن يأتيَ مِن الأجيالِ، إذًا فتربيةُ الشبابِ ليستْ هينةً ولا سهلةً، وإنَّمَا تحتاجُ إلى متابعةٍ دقيقةٍ مِن الآباءِ والمربينَ والمسؤولينَ، ومِن الواجبِ أنْ يبدأَ الآباءُ والمربونَ في إعدادِ الشبابِ منذُ الطفولةِ، ويجبُ أنْ يستمرَّ هذا الإعدادُ إلى أنْ يشتدَّ عودُ الطفلِ، ويبلغَ مرحلةَ النضوجِ الفكرِي والعملِي.

وهكذا يظهرُ لنا بجلاءٍ ووضوحٍ أهميةُ بناءِ الإنسانِ في الإسلامِ .

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

ثانيًا: أسسُ وضوابطُ بناءِ الشخصيةِ في السنةِ النبويةِ

لقد اهتمَّ الرسولُ ببناءِ الشخصيةِ اهتمامًا كبيرًا، فقد حفلتْ السنةُ النبويةُ بضوابطَ وأسسٍ عديدةٍ تعملُ على بناءِ الشخصيةِ القويمةِ، تشملُ جميعَ مراحلِ حياةِ الإنسانِ، مِن أهمِّهَا:

حسنُ اختيارِ الزوجينِ: لأنَّهمَا أساسُ هذا البناءِ، وصلاحُهُمَا صلاحٌ للأسرةِ، ففي حسنِ اختيارِ الزوجِ، يقولُ : ” إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَإِنْ كَانَ فِيهِ؟! قَالَ: إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.” ( الترمذيُّ بسندٍ حسنٍ) . وفي حسنِ اختيارِ الزوجةِ يقولُ : ” تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ “( متفق عليه). ومِن هنَا يرَى علماءُ التربيةِ أنَّ دورَ الأُمِّ في تربيةِ الطفلِ يسبقُ دورَ الأبِّ، وذلك لكثرةِ ملازمتِهَا للطفلِ منذُ تكوينهِ جنينًا حتى يكبُرَ. يقولُ الشاعرُ حافظُ إبراهيم:

الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتَها ………………….. أعددتَ شعبًا طيبَ الأعراقِ

ومنها: بثُّ روحِ الإيمانِ باللهِ في قلوبِ الأبناءِ منذُ الصغرِ: وذلك بتنشئتِهِم على العقيدةِ الصحيحةِ بما يتناسبُ مع قدراتِهِم العقليةِ. وهذا ما سلكَهُ النبيُّ مع الناشئةِ والغلمانِ، فعن ابنِ عباسٍ قال كنتُ خلفَ رسولِ اللهِ يومًا فقال:” يا غلامُ، إني أعلِّمُكَ كلماتٍ: احفَظِ اللهَ يحفَظْك، احفَظِ اللهَ تجِدْهُ تُجاهَك، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أنْ ينفعُوكَ بشيءٍ، لم ينفعوك إلّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللهُ لك، وإنْ اجتمعُوا على أنْ يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروكَ إلّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفَ” ( أحمدُ والترمذيُّ وقال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ).

هذه التنشئةُ العقديةُ جعلتْ الصحابةَ يتمسكونَ بدينهِم مهمَا نزلَ بهِم مِن تعذيبٍ وإكراهٍ، ” فهذا أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، يُعَذِّبُ بِلَالًا بِمَكَّةَ عَلَى تَرْكِ الْإِسْلَامِ، فَيُخْرِجُهُ إلَى رَمْضَاءَ مَكَّةَ إذَا حَمَيْتُ، فَيُضْجِعُهُ عَلَى ظَهْرِهِ، ثُمَّ يَأْمُرُ بِالصَّخْرَةِ الْعَظِيمَةِ فَتُوضَعُ عَلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: لَا تَزَالُ هَكَذَا أَوْ تُفَارِقَ دِينَ مُحَمَّدٍ، فَيَقُولُ بِلَالٌ: أَحَدٌ أَحَدٌ. ويَقُولُ: واللَّهِ لَوْ أعْلَمُ كَلِمَةً هِيَ أغْيَظُ لَكُمْ مِنْهَا لَقُلْتُهَا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وأرْضَاهُ “.( سيرة ابن هشام).”وهذا حَبِيبُ بْنُ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ لَمَّا قَالَ لَهُ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ: أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَيَقُولُ: لَا أَسْمَعُ. فَلَمْ يَزَلْ يُقَطِّعُهُ إرْبًا إرْبًا وَهُوَ ثَابِتٌ عَلَى ذَلِكَ”.(الاستيعاب لابن عبدالبر).

 يصورُ ذلك الصحابيُّ الجليلُ جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حيثُ يقولُ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ، فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ، فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا”.( ابن ماجة بسند صحيح).

ومنها: تنشئةُ الأبناءِ على العبادةِ وطاعةِ اللهِ: – كالصلاةِ والصومِ وغيرهِمَا – حتى يتعودُوا عليها، ويتربُّوا في ظلِّهَا، وفي ذلك يقولُ رَسُولُ اللَّهِ : «مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ»( أبو داود بسندٍ صحيحٍ).

فيجبُ على وليِّ الصبيِّ أنْ يعلمَهُ الطهارةَ والصلاةَ إذا بلغَ سبعَ سنين، ويؤدبَهُ عليها إذا بلغَ عشرَ سنين.

كما ينبغِي تدريبَهُم على الصيامِ، فقد أخرجَ البخاريُّ ومسلمٌ عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ قَالَتْ:” كُنَّا نَصُومُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الْإِفْطَارِ”.  قال الحافظُ ابنُ حجرٍ معلقًا: ” وفي الحديثِ حجةٌ على مشروعيةِ تمرينِ الصبيانِ على الصيامِ كما تقدمَ. والصومُ مِن الوجهةِ التربويةِ يغرسُ في النفسِ البشريةِ حقيقةَ الإخلاصِ للهِ تعالى ومراقبةَ اللهِ في السرِّ، وتقويةَ الإرادةِ، وكبح جماحِ الشهواتِ، ويُؤمرُ به الأطفالُ عندَ طاقتِهِم منذُ السابعةِ وبالتدريجِ.”

تابع خطبة الجمعة القادمة

ومنها: تنشئةُ الأبناءِ على الآدابِ والأخلاقِ: فصلاحُ أولادِنَا أنْ نغرسَ فيهم منهجَ نبيِّنَا في جميعِ شئونِ الحياةِ، وذلك بتعليمِهِم آدابَ النومِ والاستيقاظَ منه، ودخولَ البيتِ وخروجَهُ، والاستئذانَ، وآدابَ الطعامِ والشرابِ، واحترامَ الكبيرِ وتوقيرَهُ ، وحبَّ الوطنِ والانتماءَ إليهِ والدفاعَ عنه، وغيرَ ذلك مِن الآدابِ التي حثَّنَا عليها الشارعُ الحكيمُ. وقد ضربَ النبيُّ لنا المثلَ والقدوةَ في التربيةِ. فَعَن عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ يَقُولُ:  كُنْتُ غُلَامًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ” يَا غُلَامُ: سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ” فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ.” ( البخاري ومسلم).

ومنها: حمايةُ الأبناءِ مِن الفسادِ: وذلك بمراقبتِهِم ومتابعتِهِم بين الفينةِ والأخرى، فمع انتشارِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، ومخالطةِ أصدقاءِ السوءٍ، يكثرُ انحرافُ الشبابِ والفتياتِ، وتكثرُ العاداتُ المرذولةُ المنهيُّ عنها، كالقزعِ ( وهو حلقُ بعضِ الشعرِ وتركُ بعضهِ)، وارتداءِ الملابسِ المقطعةِ، والاختلاطِ والمعاكساتِ، وتبادلِ ألفاظِ اللعنِ والطعنِ، وغيرِ ذلك من الأمورِ المنهيِّ عنها شرعًا، وكلٌّ له دليلُهُ من القرآنِ والسنةِ .

إن الأبوين يطلقانِ العنانَ لأولادِهِم تحتَ شعارِ الحريةِ والانفتاحِ والتحضرِ، وهم بذلك يجعلونَهُم يفسدُون في الأرضِ وهم لا يشعرون، وكلُّ مَن اقتدَى أو قلدَ هؤلاء الأبناءَ والبناتِ في ذلك فهو في موازينِ سيئاتِ الآباءِ قبلَ أبنائِهِم، فعليكُم إصلاحَ أولادِكُم، والقيامَ عليهم، والصبرَ والتصبرَ في تعليمِهِم وتعويدِهِم على الطاعةِ، واحفظوهُم من الضياعِ، ليكونوا أدواتِ بناءٍ في المجتمعِ، وزخرًا لكم في الآخرةِ .

ومنها: التنشئةُ على العملِ والجدِّ والاجتهادِ: فقدْ ضربَ لنَا الرسولُ أروعَ الأمثلةِ في بناءِ الصحابةِ بناءً عمليًّا على مبدأِ الكسبِ والاحترافِ، ومِمَّا يُروى في ذلكَ أنَّ رجلًا مِن الأنصارِ أتَى النبيَّ يسألُهُ، فقالَ: «أمَا في بيتِكَ شيءٌ؟» قال: بلى، حِلسٌ نلبسُ بعضَهُ، ونبسُطُ بعضَهُ، وقَعبٌ نَشربُ فيه الماءَ، قالَ: «ائتِنِي بهمَا»، قالَ: فأتَاهُ بهما، فأخذَهُمَا رسولُ اللهِ بيدِهِ، وقالَ: «مَن يشترِي هذين؟» قالَ رجلٌ: أنَا آخذهُمَا بدرهمٍ، قالَ: «مَن يزيدُ على درهمٍ؟» -مرتينِ أو ثلاثًا-، قالَ رجلٌ: أنا آخذهُمَا بدرهمين، فأعطاهُمًا إياهُ، وأخذَ الدرهمين، وأعطاهُمَا الأنصاريَّ وقالَ: «اشترِ بأحدهِمَا طعامًا فأنبذهُ إلى أهلِكَ، واشترِ بالآخرِ قَدومًا فأتنِي بهِ»، فأتاهُ بهِ، فشدَّ فيه عودًا بيدهِ، ثم قالَ: «اذهبْ فاحتطِبْ وبعْ، ولا أرينَّكَ خمسةَ عشرَ يومًا»، فذهبَ الرجلُ يَحتطبُ ويبيعُ، فجاءَ وقد أصابَ عشرةَ دراهمٍ، فاشترى ببعضِهَا ثوبًا وببعضِهَا طعامًا، فقالَ رسولُ اللهِ :  «هذا خيرٌ لك مِن أنْ تجيءَ المسألةُ نكتةً في وجهكَ يومَ القيامةِ.» ( أبو داودَ والترمذيِّ وحسنَّه).

وهكذا عملَ الرسولُ على بناءِ الصاحبةِ بناءِ عقدِيًّا وعبادِيًّا وعلمِيًّا وعملِيًّا وروحِيًّا وأخلاقِيًّا.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة

ثالثًا: دعوةٌ إلى بناءِ الشخصيةِ السويةِ

أيُّها الإخوةُ المؤمنونَ: عليكُم ببناءِ شبابِكُم وصبيانِكُم وأولادِكُم بناءً إسلاميًّا رشيدًا، وإذا كنَّا نحتفِي ونحتفلُ بنبيِّنَا ونحنُ في شهرِ ميلادِهِ، فإنَّ أعظمَ الاحتفالٍ وأزكاهُ وأنبلَهُ، أنْ نعملَ على بناءِ شخصيةٍ مسلمةٍ قويمةٍ، كمَا خرَّجَ الرسولُ عمالقةً أفذاذًا جابُوا مشارقَ الأرضِ ومغاربِهَا، وسلكَ هديَهُ الصحابةُ مِن بعدِهِ في بناءِ الأجيالِ، فقد كان كبارُ الصحابةِ رضي اللهُ عنهم يهتمُّون بالشبابِ، ويجالسونَهُم ويصاحبونَهُم، ويعلمونَهُم مكارمَ الأخلاقِ، ويُحملونَهُم ما يليقُ بهِم مِن المهماتِ.

فقد رأَى عمرُو بنُ العاصِ رضي اللهُ عنه قومًا نَحَّوْا فتيانَهُم عن مجلسِهِم فوقفَ عليهم وقال: ” ما لي أراكُم قد نحّيتُم هؤلاءَ الفتيانِ عن مجلسِكُم؟ لا تفعلُوا، أوسعُوا لهم وأدْنوهُم وحَدّثُوهُم وأفْهِموهُم الحديثَ فإنّهُم اليومَ صِغارُ قومٍ ويوشكون أنْ يكونُوا كبارَ قومٍ، وإنّا قد كنّا صِغَارَ قومٍ ثمّ أصبحنَا اليومَ كبارَ قومٍ.”.(الطبقات الكبرى لابن سعد).  وكان عُرْوَةُ بنُ الزبيرِ رضي اللهُ عنهما يَجْمَعُ بَنِيهِ فيقولُ: يا بَنِيَّ تَعَلَّمُوا فَإِنْ تَكُونُوا صِغَارَ قَوْمٍ فَعَسَى أن تَكُونُوا كِبَارَ آخَرِينَ؛ وما أَقْبَحَ على شَيْخٍ يُسْأَلُ ليس عِنْدَهُ عِلْمٌ.( عيون الأخبار لابن قتيبة).

قارنُوا هذا الاهتمامَ البالغَ بالشبابِ مِن السلفِ الصالحِ بتقصيرِنَا في حقِّ الشبابِ!!

فمَن منَّا يستطيعُ أنْ يقتدِي ببناءِ شخصيةِ أولادِهِ بأبي بكرٍ في صحبتهِ وصداقتهِ؟ أو ببلالٍ في توحيدِهِ؟ أو بأبي هريرةَ في برِّهِ لأمهِ؟ أو بعمرَ في الحقِّ والعدلِ؟ أو بعبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ في إصرارِهِ على الربحِ الحلالِ ؟ أو بعليٍّ رضي اللهُ عنه في ثقتِهِ في النبيِّ وفدائِيتِهِ؟ أو بعثمانَ في حيائِهِ وتصدقِهِ؟ أو بأبي دجانةَ في استماتَتِهِ في الدفاعِ عن نبيِّهِ؟ أو بخبابٍ في دفاعِهِ عن عرضِ نبيِّهِ؟ أو بعمارِ بنِ ياسرٍ في صبرِهِ؟ أو بابنِ مسعودٍ في قراءتِهِ للقرآنِ؟ أو بخالدٍ في نصرتِهِ لدينِهِ؟ أو بأنسِ بنِ مالكٍ في خدمتِهِ لحبيبهِ؟ أو بسلمانَ في بحثِهِ عن الحقيقةِ؟ أو بأبِي موسى الأشعرِي في كرمِهِ؟ أو بأبي أيوبٍ الأنصارِي في حسنِ استقبالِه لضيفِه؟ أو ……أو…….إلخ

فعَلينا أن نعمل جاهدينَ على بناءِ شخصيةِ أولادنَا تشبُّهًا بصحابةِ رسولِ الله الأبرار، وأن نَمشيَ على نهجهِم.

وَتَشَبَّهُوا إِنْ لَمْ تَكُونُوا مِثْلَهُمْ……….. إِنَّ التَّشَبُّهَ بِالكِرَامِ فَلاَحُ

إنَّنَا إنْ فعلنَا ذلك واقتدينَا بهٍم؛ لَصَلُحَ حالُنَا وحالُ أولادِنَا وبناتِنَا؛ وصَلُحَ حالُ جميعِ البلادِ والعبادِ !!

نسألُ اللهَ أنْ يباركَ في أولادِنَا وذرياتِنَا، وأنْ ينبتَهُم نباتًا حسنًا.

الدعاء……..                       وأقم الصلاة،،،،                  كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

                                                                                                                            د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »